الخاطرة الحادية والأربعون . خاطرة هامة حول : مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر
الخاطرة الحادية والأربعون . خاطرة هامة حول : مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر . تعلمنا منذ نعومة أظافرنا في أزهرنا الشريف أن المؤمنين عند شروطهم ، وأنهم يسعي بذمتهم أدناهم ، فما بالكم إذا صارت ذمتهم هذه عهدا وميثاقا يضبطه وينظمه الشرع والقانون معا متعاضدين يقوي كل منهما الآخر ويدعمه ويستوجبه ؟ ، إن الوفاء هنا لا شك ألزم وأوجب شرعا وقانونا ووطنية وإنسانية ، فكل ذلك يقتضي الوفاء بالذمم والعهود لا نقضها ولا تضييعها ، ولا حتى مجرد المساس بها ، ومن أوجب ذلك وألزمه حق و حرمة كل من دخل بلادنا سائحا أو زائرا أو مقيما ، فبمجرد حصوله على تصريح الإقامة أو تأشيرة أو إذن الدخول حقيقة بختم وثيقته أو حكما بموجب الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية في التعامل مع الدبلوماسيين ومن في حكمهم أو بموجب الاتفاقيات الثنائية بين الدول ، بأي طريق من الطرق المقرة المعتبرة قانونا المعترف والمعمول بها لدى الدولة المضيفة وفق قوانينها المنظمة ، فقد صار من واجبنا جميعا متعاونين ومتضامنين حفظ ماله وعرضه ودمه وخصوصيته وإبلاغه مأمنه ، بل صار من واجبنا إكرامه وحسن استقباله ليرى منا ما نحب أن يتصوره عن ديننا وحضارتنا بل عمق وعظيم حضارتنا السمحة وإنسانيتنا الراقية ، وبما يسهم في تكوين الصورة الذهنية التي نريدها لديننا ووطننا ومجتمعنا ، ومن خالف ذلك فواجبنا ينحصر في إبلاغ ما يتضح من مخالفته لأجهزة الدولة المعنية ، دون المساس بحرمته أو خصوصيته على أية حال ، وهذا هو حال الأمم والشعوب الراقية المتحضرة . د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف